مركبة الفضاء نيو هورايزونز على بعد 5 مليار كيلومتر من الأرض _ بوابة دليل المعرفة
______________________________________________
في يوم ٣ إبريل ٢٠١٧م ، مرت مركبة الفضاء نيو هورايزونز بمنتصف المسافة بين بلوتو وهدفها التالي الذي سوف تحلق بجانبه. إنه من العجيب والمدهش حقاً كيف يطير الزمن - خاصةً عندما تصنع التاريخ بسرعة ٣٢,٠٠٠ ميل في الساعة (٥١,٢٠٠ كيلومتر في الساعة).
مكملة طريقها خلال المناطق الخارجية لنظامنا الشمسي ، فإن مركبة الفضاء التابعة لوكالة ناسا الفضائية وصلت إلى منتصف المسافة بين بلوتو ، هدفها الأول ، وجسم حزام كايبر ٢٠١٤ إم يو ٦٩ ، والذي ستحلق بجانبه يوم ١ يناير عام ٢٠١٩م. لقد وصلت مركبة الفضاء نيو هورايزونز ذلك المكان في منتصف الليل بتوقيت جرينيتش يوم ٣ إبريل الماضي عندما كانت على مسافة ٤٨٦ مليون ميل (٧٨٢ مليون كيلومتر) من بلوتو ، وهي نفس المسافة التي تفصلها من جسم حزام كايبر المعروف بإسم ٢٠١٤ إم يو ٦٩.
"إنه من الرائع فعلاً أن نيو هورايزونز أكملت نصف رحلتها لعملية التحليق المقبلة. هذا التحليق سيسجل رقماً قياسياً جديداً لأبعد جسم فضائي يُستَكشف في تاريخ البشرية". هذا ما قاله ألن ستيرن ، رئيس مجموعة العلماء المسؤلين عن نيو هورايزونز من مركز أبحاث ساوث ويست في مدينة بولدر بولاية كولورادو الأمريكية.
وفي يوم ٧ إبريل الماضي ، في تمام الساعة ٢١:٢٤ بتوقيت جرينيتش ، وصلت مركبة الفضاء نيو هورايزونز إلى منتصف المدة الزمنية بين زمن وجودها عند أقرب نقطة لبلوتو ، والتي حدثت يوم ١٤ يوليو عام ٢٠١٤م ، والزمن المحدد لوصولها لجسم حزام كايبر ٢٠١٤ إم يو ٦٩ هدفها التالي ، وهو بداية العام ٢٠١٩م. هذا الفارق الزمني البالغ حوالي خمسة أيام بين نقطة منتصف المسافة ونقطة منتصف الزمن هو بسبب جاذبية الشمس القوية. مركبة الفضاء في الواقع أصبحت أبطأ قليلاً نظراً لسحب جاذبية الشمس لها طوال الرحلة ، لذلك تقطع مركبة الفضاء نقطة منتصف المسافة قبل أن تقطع نقطة منتصف المدة الزمنية.
الإســـتـــعـــداد للــــراحــــة.
بدأت مركبة الفضاء نيو هورايزونز فترة جديدة من السبات. في الواقع ، المركبة كانت في حالة سبات بالفعل أثناء عبورها نقطة منتصف الزمن لجسم حزام كايبر ٢٠١٤ إم يو ٦٩ يوم ٧ إبريل الماضي ، ذلك لأن مشغلين الرحلة في معمل جون هوبكينز للفيزياء التطبيقية في مدينة لوريل بولاية ميريلاند الأمريكية كانوا قد وضعوا المركبة الفضائية في حالة سبات قبل ذلك بساعتين.
وقد إستحقت المركبة الفضائية فترة السبات المقررة هذه والبالغ مدتها ١٥٧ يوم عن جدارة. ذلك نظراً لأن نيو هورايزونز كانت تعمل بكامل طاقتها لمدة عامين ونصف تقريباً ، منذ يوم ٦ ديسمبر من عام ٢٠١٤م. ومنذ ذلك الوقت ، وبالإضافة إلى لقائها التاريخي مع بلوتو ، و ١٦ شهر من عملية إرسال المعلومات والصور والقياسات العلمية من ذلك اللقاء التاريخي مع بلوتو إلى الأرض ، قامت نيو هورايزونز بتقدم خارق للمعرفة بالمراقبة عن بعد وقياسات علمية لأكثر من ١٢ جسم مختلف في حزام كايبر ، مجمعةً معلومات فريدة من نوعها عن الغبار والجسيمات المشحونة في البيئة المحيطة بحزام كايبر ، وقامت بدراسة غاز الهيدروجين الذي يتخلل وينتشر في الفضاء الواسع حول الشمس والذي يُطلق عليه الغلاف الشمسي (الهيليوسفير).
"إن تحليق نيو هورايزونز بجانب جسم حزام كايبر المعروف بإسم ٢٠١٤ إم يو ٦٩ ، يعتبر الحدث الكبير التالي بالنسبة لنا ، ولكن في الحقيقة ، أن مهمة نيو هورايزونز ستذهب إلى أبعد من ذلك بكثير حيث ستقوم باستكشاف حزام كايبر بشكل أوسع ، فبالإضافة لمهمتها الأساسية ، فنحن نخطط لدراسة أكثر من ٢٤ جسم من أجسام حزام كايبر عن بعد ، حيث ستقوم نيو هورايزونز بقياس الجسيمات المشحونة والغبار في البيئة المحيطة لحزام كايبر بالكامل" هذا ما قاله هال ويفر العالم المسؤل عن المشروع العلمي لنيو هورايزونز من معمل الفيزياء التطبيقية في مدينة لوريل بولاية ميريلاند الأمريكية.
مركبة نيو هورايزونز الفضائية الآن على بعد ٣,٥ مليار ميل (٥,٧ مليار كيلومتر) من الأرض ، من تلك المسافة ، فإن الإشارة الراديوية التي تُرسل من مركز المراقبة على الأرض - والتي تتحرك بسرعة الضوء - تحتاج إلى حوالي ٥ ساعات وعشرين دقيقة لتصل لمركبة الفضاء. إن جميع أنظمة مركبة الفضاء نيو هورايزونز تعمل بشكل طبيعي وفِي حالة جيدة جداً ، وهي تحلق مسرعةً نحو هدفها لمقابلة جسم حزام كايبر ٢٠١٤ إم يو ٦٩.
