الجمعة، 24 فبراير 2017

ابنتي رأتنا أثناء الجماع


يسأل رجل: أنا متزوِّج، ولديَّ بنت وولد، تبلغ ابنتي مِن العمر 7 سنوات، لاحظتُ عليها منذ مدة أنها تغار مِن أمِّها، وإذا أمرناها بالنوم تدخل غرفتها، وتُغطي رأسها، وتبكي بكاءً شديدًا دون أن يسمعها أحدٌ! ولا نكتشف ذلك إلا بدخول الغرفة عنْ غير قصدٍ؛ فنعرف أنها تبكي!
حاولتْ أمُّها أن تعرفَ السببَ منها، وبعد أخذ العُهُود والمواثيق عليها ألا تخبرَ أحدًا، قالت الفتاةُ: إنها رأتني وأمها في وضْع الجِماع!
ولا تريدنا أن ننامَ في مكانٍ واحدٍ، حاولتْ أمُّها أن تصرفَها عنِ الموضوع، وأنَّ ما رأته لم يكن حقيقةً، ولكن الطفلةَ أصرتْ على موْقِفها، واتهمتْ أمَّها بالكذب، قائلة لها: الكذب حرام!
لا أدري كيف أتصرَّف معها؟ كثيرًا ما تشعرنا بأنها نائمة، وفي اليوم التالي تُخبر أمها بأنها رأتْ كل شيء، أرجو مُساعدتي في حلِّ مشكلتي، فأخاف أن تتأثَّر الطفلةُ مُستقبلًا، كذلك أرجو أن تخبروني كيف أحاورها في هذا الأمر؟




الجواب
تجيب أ/. أريج الطباع
سامحكما اللهُ، أخطأتما معها مرَّتين؛ مرة حينما لم تُغلِقا عليكما البابَ وقت خلوتكما، وتحافظَا على خصوصية العلاقة أمام أبنائكما، ومرة حينما أنكرتما الأمرَ، وجعلتما نفسَيْكما موضع اتِّهامٍ!
هناك مُشكلاتٌ مِن الصَّعْب أن نمسحَ أثرَها تمامًا، وستبقى نُدبةً في الذاكرة، لكن يُمكنكما أن تخفِّفا مِن آثارِها الجانبية، وتُحافظَا على أن تنشأ بشكلٍ صحيٍّ بعد هذه التجرِبة.
كأنها ابنتكما الوحيدة؟
يحتاج الأمرُ في كلِّ الأحوال للقليل منَ الحزمِ، وعدم التركيزِ على الموضوع؛ كيلا يأخذَ أكبر مِن حجمه.
أيضًا ما الذي حكَتْه لأمِّها؟ ما درجةُ ما شاهدَتْه؟ كلُّ ذلك سيُساعدُكما كثيرًا، الإنكارُ لن يُفيدَ، لو شاهدتْ فلن تكذِّبَ عينَها وتصدِّقَكما، لكن المهم ألا تزيدَ مِن تثبيته، وألا تسمحَ بأي شكلٍ من المقارنة بينها وبين أمِّها؛ فالغَيرةُ لا تكونُ بين بنتٍ وأمِّها، ولا يجبُ أن تكونَ على هذا الأمر أبدًا.
أخشى أن يكونَ تركيزكما على الموضوع قد عزَّزه أكثر، ربما هي تخاف من النوم وحدها، اصبرا عليها حتى تشعرَ بالأمان وتستغرقَ في نومِها.
ساعِداها كي تشعرَ بالأمان والاستقرار، قد يكونُ ذلك بقرآنٍ تضعانه لها لتسمعَه وهي نائمة، وقد يكون بقصص تقرأانها فتَشغلُها عن التفكير، وقد يكون بدعواتٍ تتعلَّمُها.
واشغلاها عن تفكيرها في ذلك الأمرِ حتى تنساه، لا تناقشاها فيه، ولا تحاوراها حوله، ولا تُنكراه أو تُثبتاه، إياكما أن تُعطيا هذه الطفلةَ مكانةً تؤثِّر بها على علاقتكما، وتَعامَلا معها بحسمٍ وحُبٍّ.
ولو استمرَّ الأمرُ بهذه الطريقة معها، فلربما تحتاجُ متابعةً مع مرشدةٍ نفسيَّة، تساعدُكما على تجاوُز هذه المشكلة، وتتابعُها لتفهمَ تفكير ابنتكما وقناعاتها التي تحتاج لتعديل ووقايةٍ؛ كيلا تُتعبَها في المستقبل.
احرصا على خصوصيتكما، فهذا أمرٌ شرعيٌّ، وانتبها ألا تعرِّضا ابنتكما لهذه المناظر، لا في البيتِ ولا في غيره.
واحرصا على فَهم أسباب المشكلة بداخلها، والبحث عن حلول منطقيةٍ وواضحة دون أن تزيداها تعقيدًا.
وتذكَّرا أن نظرتَكما للأمر تنعكس عليها، فلا تعطيا الأمرَ حجمًا غيرَ حجمه، وأعيداه لمساره الطبيعي، وتذكرا أن العلاقةَ بين البنت وأمها تختلف عن أي علاقةٍ أخرى، ولا مجالَ للغَيرة بينهما، إلا في حال أُسيءَ التعاملُ معها، ووجهت بشكل خاطئ.

المصدر // شبكة الالوكة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الكتب الدراسية للمرحلتين الإعدادية والثانوية الأزهرية

  Toggle navigation 24 سبتمبر, 2017 بوابة الأزهر تنشر الكتب الدراسية للمرحلتين الإعدادية والثانوية الأزهرية    طباعة في إطار خطة بو...