الخميس، 22 ديسمبر 2016

فوائد الزيت زيتون للشعر و لبشرة الوجه ولجسم الانسان

                                                     فوائد الزيت زيتون للشعر لبشرة الوجه ولجسم الانسان
زيتون olive من الأنواع النباتية الشجرية فهو يتبع الفصيلة الزيتونية وهو من النباتات الزيتية دائمة الخضرة كما له فوائد اقتصادية وبيئية كبيرة وعديدة فمثلا ثمرتها ذات فوائد كثيرة فهي غذاء كامل ويستخرج منها زيت الزيتون ذو فوائد صحية وغذائية، فهو لا يحتوي على الكولسترول المضر للقلب كما يتم استعماله منذ القدم في علاج العديد من الامراض والاعراض التي يمكن أن تصيب أحد أعضاء الجسم سواء الوجه ، شعر الرأس وغيرها سنتعرف في هذا الموضوع على ما هي أهم فوائد الزيت الزيتون وحالات دواعي استعماله The benefits of olive oil


أهم فوائد زيت الزيتون : 



للبشرة :
يعرف زيت الزيتون منذ القدم بفوائده الصحية او التجميلية نظر لمكوناته الغنية اذ يستخدم كاقنعة للبشرة فهو مفيد جدا في ازالة الشوائب التي تصيب الجلد والبشرة مما يساهم كثيرا في نقاء البشرة وجعلها تبدو نصاعا.

للشعر :
يستخدم زيت الزيتون للقضاء على وازالة القشرة التي تصيب الشعر وذلك بمزج زيت الزيتون مع الخل ثم القيام بالدهن والدلك الجيد لفروة شعر الراس مرتين في اليوم لمده 10 أيام كما يستعمل أيضا في منع وعلاج تساقط الشعر وذلك بالقيام بخلط ومزج زيت الزيتون مع قشر التوم ثم تغليه على النار ليتم فيما بعد دهن الشعر به مرتين في اليوم , ومن فوائد الزيت زيتون للشعر ايضا انه مساعد قوي في نمو بصيلات الشعر من الجدور ويتيح لكم ترطيب وتقوية الشعر وجعله اكثر نعومة وجمال.


للوجه  والشفاه:
زيت الزيتون يصل إلى أعماق الجلد؛ مما يشكل درعاً دائماً للحفاظ على رطوبة البشرة وجعلها ناعمةً ونضرةً فهو مانع لتجاعيد الوجه ومرطب شفاه

للعين
يعتبر مساعد قوي في تغذية رموش العين ويلعب دورا كبيرا في زيادة كثافتها

للسرطان :
له دور جد كبير في الوقاية من أشعة الشمس مما يساهم في التقليل من تدمير الخلايا، المؤدية لحدوث سرطان الجلد.

لعلاج الحروق :
يعمل زيت الزيتون كملطف للحروق الناتجة عن التعرض للشمس فهو يحتوي على عناصر مطهرة ومرطبة تعالج البشرة التالفة وتخفف الألم.

نقلاعن موقع // ديزاد مودرن

شارك برأيك في صياغة جداول الثانوية الأزهرية العلمي والأدبي


اقترحت الإدارة المركزية للامتحانات بقطاع المعاهد الأزهرية جدول امتحانات نهاية العام (الدور الأول) للشعبة العلمية والادبية للمرحلة الثانوية الأزهرية للعام الدراسي 2016/2017.
وتنشر بوابة الأزهر الإلكترونية الجدول المقترح؛ لتسمح للطلاب وأولياء الأمور والمدرسين وجميع المعنين بالمشاركة في تعديله، بحيث يراعي مصلحة الطالب.
جدول مقترح لامتحانات الثانوية الأزهرية (شعبة علمي - أدبي).. شارك برأيك


                                                            جدول مقترح للشعبة العلمية

                                                        
جدول مقترح للشعبة الأدبية


يمكن للطلاب وأولياء الأمور والمدرسين وجميع المعنيين بالمشاركة في تعديله

من  هنــــــــــا



رابط حلقات الدروس التعليمية الأزهرية


رابط حلقات الدروس التعليمية الأزهرية

يمكنك مشاهدة حلقات الدروس التعليمية للصفوف الاول والثاني والثالث الاعدادي من هنــــــــــــــا

الأحد، 18 ديسمبر 2016

: شهادات علماء الغرب المنصفين بصدق القران الكريم وصدق كلام النبي صلى الله عليه وسلم

 : شهادات علماء الغرب المنصفين بصدق القران الكريم وصدق كلام النبي صلى الله عليه وسلم

سبحان من وهب القلوب لحب النبي صلى الله عليه وسلم ليكون على رأس قائمة المحبوبين في العالم .. بل في الدنيا كلها كلمات حق وصدق نطقت بها ألسن أقوام لا ينتمون إلى الملة وكتبتها أنامل أناس ليس لهم أجر ولا جزاء على ما كتبوا اللهم إلا من أكرمه الله بالإسلام فانتمى إلى الحبيب صلى الله عليه وسلم واتبعه وشهد بنبوته
وقد قيل : الحق ما شهدت به الأعداء ..
فمن أجبر هؤلاء رغم التعقيب والتعليق والعرقلة على ما كتبوا ، وربما تعرض أحدهم للتصفية ؟
والذي يؤسف له أن نجد بين أظهرنا من يتكلم بألسنتنا من  بني جلدتنا من يكاد يتبرأ من انتمائه للدين ومخالفته للشريعة أو فعل ذلك ظنا منه أنه على الصواب كي يرضي شيطانه ، والغرب الذي يلهث وراءه .
ونحن نقول لا غرو في ذلك لأن الله سبحانه جل في علاه قد تكفل أمر الدفاع وحفظ ورفع ذكر نبيه صلى الله عليه وسلم :
قال تعالى " إلا تنصروه فقد نصره الله "
وقال " إنا كفيناك المستهزئين "
وقال " ورفعنا لك ذكرك "
فماذا هو عامل من أراد - زعما - النيل منه أو الانتقاص من قدره أو الإساءة له ..!!!
لن يتأتى لأحد ذلك ولو لعق و شرب مياه البحار وجرى على السحاب .

وعلى العموم هذه الشهادات تدل على أن الإيمان الديني له مستنده التجريبي أيضاً وافقت عليه أو خالفته فالمسألة ليست مجرد تقليد ووراثة كما يدعي الجاحدين والمستهزئين .

فإن قيل : كثير من المسلمين يطعنون في الإعجاز العلمي
فيقال : هؤلاء طعنهم وارد من تشككهم بالنظريات العلمية وأنها ربما لا تكون مثبتة وأن دلالة النص عليها ليست مطابقة ، وأما أنت فتؤمن بالعلم وبإمكانك بدعواك أن تفرق بين الحقيقة العلمية والنظرية ، وهؤلاء علماء معتمدون يفرقون جيداً ، وهناك صور من الإعجاز العلمي لا يختلف فيها المسلمون كأمر تطور الجنين وإنما وقع الخلاف في بعض الأفراد وهذا دليل إنصاف المسلمين وشدة تحريهم

وقد قال الله تعالى : ( أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آَيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ)
فاعتراف العديد من علماء اليهود والنصارى كعبد الله بن سلام وسلمان الفارسي والنجاشي وإقرارهم بنبوته وأنهم يجدونها في الكتاب مع عدم وجود أي دواعي فأحد هؤلاء كان سيداً في قومه ونبذ بسبب إيمانه ، وأحدهم هاجر من بلاد إلى بلاد في طلب المعرفة والحقيقة ، وأحدهم كان ملكاً وجميعهم كان عندهم حظ من علم الكتاب مشهود لهم به

ثم استمرت الآية فظهر أمثال كعب الأحبار والسموأل وعبد الأحد داود ويوسف استس وغيرهم كثير

وأحسب أن القياس هنا متسق حيث نقول ألا يكون لهم آية إقرار كل هؤلاء بنبوة محمد، وإنما جحد الجاحد يكون لعلة في القلب كما حصل لهرقل

من شهادات علماء الغرب في مختلف مجالات العلم التجريبي

البروفيسور ألفريد كرونير
 أحد أكبر جيولوجيي العالم المشاهير , وهو أستاذ علم طبقات الأرض ورئيس قسم علم طبقات الأرض في معهد جوسيينسيس، جامعة يوهانز جوتينبيرج ، مينز ، ألمانيا. قال : من أين جاء محمد بهذا . . . أعتقد إنه من شبه المستحيل بأنّه كان يمكن أن يعرف حول هذه الأشياء مثل الأصل المشترك للكون ، لأن العلماء إكتشفوا ذلك فقط  ضمن السنوات القليلة الماضية ، بالطرق التقنية المعقّدة والمتقدّمة جدا

البروفيسور تيجاتات تيجاسين
 رئيس قسم علم التشريح في جامعة شيانك مي ، تايلند وقد أدلى بشهادته بأن هذا الكلام لا يمكن أن يصدر من بشر وبعد ذلك نطق بالشهادتين

الطبيب الفرنسي موريس بوكاي
:طبيب فرنسي ، رئيس قسم الجراحة في جامعة باريس ، اعتنق الإسلام عام1982م .قام الطبيب النصراني بدراسة مقارنة للكتب السماوية الثلاثة ويُعتبر كتابه" التوراة والقرآن والعلم "من أهم الكتب التي درست الكتب المقدسة على ضوء المعارف الحديثة .
وله كتاب" القرآن الكريم والعلم العصري" و يقول :
"إن أول ما يثير الدهشة في روح من يواجه نصوص القرآن لأول مرة هو ثراء الموضوعات العلمية المعالجة ، وعلى حين نجد في التوراة – الحالية – أخطاء علمية ضخمة ، لا نكتشف في القرآن أي خطأ.
ولو كان قائل القرآن إنساناً فكيف يستطيع في القرن السابع أن يكتب حقائق لا تنتمي إلى عصره.

البروفيسور كيث مور
أشهر عالم أجنة في العالم (وهو صاحب جائزة أفضل كتاب طبي لمؤلف واحد)
من أكبر علماء التشريح والأجنة في العالم وفي عام 1984 إستلم الجائزة الأكثر بروزا قدّمت في حقل علم التشريح في كندا، جي. سي. بي جائزة جرانت من الجمعية الكندية لإختصاصيي التشريح
وجّه العديد من الجمعيات الدولية، مثل الجمعية الكندية والأمريكية
لإختصاصيي التشريح ومجلس إتحاد العلوم الحيوية
وقد أقر بإعجاز القرآن في وصف كل مراحل الجنين بدقة تامة وبأيسر الكلمات والصفات !!!!!

وقال رينيه حينو
 وهو كان فرنسيًّا كاثوليكيًّا، وعضوًا بالبرلمان الفرنسي، فاعتنق الإسلام، وقام بالدعوة إلى الإسلام - قال جوابًا لِمَن سأله عن سبب إسلامه:
إنَّني تتبعتُ كلَّ الآيات القرآنية التي لها ارتباطٌ بالعلوم الطِّبية والصحية والطبيعية، والتي درستُها من صغري، وأعلمها جيِّدًا، فوجدتُ هذه الآياتِ منطبقةً كلَّ الانطباق على معارفنا الحديثة، فأسلمت لأنِّي تيقنتُ أنَّ محمدًا قد أتى بالحقِّ الصراح مِن قَبْل ألف سَنة، من قبل أن يكون معلِّم أو مدرِّس من البشر.

ولو أنَّ كلَّ صاحب فنٍّ من الفنون، أو عِلم من العلوم، قارَنَ كلَّ الآيات القرآنية المرتبطة بما تعلَّم جيدًا، كما قارنت أنا، لأسلمَ بلا شك، إن كان عاقلاً خاليًا من الأغراض.


من شهادات المؤرخين والمستشرقين المنصفين

قال إسحاق طيار رئيس الكنيسة الإنكليزية:
 الإسلام ينشر لواء المدنية التي تعلم الإنسان ما لم يعلمه، والتي تقول بالاحتشام في الملبس، وتأمر بالنظافة والاستقامة وعزة النفس، فمنافع الدين الإسلامي لا ريب فيها، وفوائدها من أعظم أركان المدنية ومبانيها.

قال المؤرخ الهولندي رينهاردت دوزي
 في كتابه "نظرات في تاريخ الإسلام": شعب ظهر فجأة بين تلك الصحاري التي لا يكاد يعرفها أحدٌ، شعب جديد بدأ يُمثل دوره على مسرح الحياة، بعد أنْ ظل نهبًا مقسمًا تُناوئ كلُّ قبيلة منه القبيلة الأخرى، فيحتدم النِّزاع وتقع الحرب الطاحنة، ها قد رأيناه يتحد، ويجمع شمله الشتيت للمرة الأولى.
ذلكم هو الشعب الناهض الذي تَملك نفسه حب الحرية، وساعدته على النجاح صفاته النبيلة، فقد كان متقشفًا في طعامه مُخْشَوشنًا في لباسه، نبيلاً في أخلاقه، كما كان طروبًا سريع البديهة حاضر النكتة، كان شريف النفس أريحيًّا، فإذا استثرته، فهو قاسٍ غَضُوب شرس لا يني عن أخذ ثأره، ولا يرده عن انتقامه شيء.
 وقال دوزي أيضًا:
 بينما أهلُ أوروبا نائمون في ظلام الجهالة لا يرون الضَّوء إلا من سَمِّ الخياط؛ إذ سطع نور قوي من جانب الأمة الإسلامية من علوم وأدب وفلسفة وصناعات وأعمال يد وغير ذلك؛ حيثُ كانت مدن بغداد والبصرة وسمرقند ودمشق والقيروان ومصر وفارس وغرناطة وقرطبة مراكز عظيمة لدائرة المعارف، ومنها انتشرت في الأمم، واغتنم منها أهل أوربا في القرون الوُسطى مكتشفات وصناعات وفنونًا عظيمة.

وقالت الكاتبة الإيطالية الدكتورة (لورافيتشا فالييري)
 في كتابها "محاسن الإسلام": في بلد قفر بوادٍ غير ذي زرع، منعزل عن الإنسانية المتمدنة تفجَّر ينبوعُ ماء سلسل عَذْب منعش بين قوم من الهمج، جبابرة غلاظ القلوب، لا يَخضعون لسلطان، ولا يتقيدون بقيد، ذلك الينبوع هو دين الإسلام الذي تدفَّق بغزارة واتَّخذ سبيله في الأرض سربًا، فكان نُهَيرًا، استحال بعده إلى نهر عظيم سرعان ما تفرعت منه آلاف الجداول والأنهار التي تغلغلت في البلاد طولاً وعرضًا، ولم يلبثِ الناسُ أن تذوقوا هذا الشراب العجيب، وشُفُوا من أمراضهم الاجتماعية.

واتَّحد المختلفون منهم والمتخاصمون، وانطفأت نيرانُ الحقد والكراهية المشبوبة في صدورهم، وزالت بينهم أسبابُ النفور والخلاف، استحال هذا الماء المقدس سيلاً جارفًا اكتسح بقوته الساحرة بلادًا عظيمة، فثل عروشها، وطوى مَجْدَها طي السجل للكتب.

لم يشهد التاريخ حادثًا مماثلاً لهذا الحادث الخطير؛ لأن السرعة العظيمة التي أتم بها الإسلام فتوحاته، كان لها أبلغ الأثر في حياته؛ إذ إنه بعد أن كان عقيدة نَفَرٍ قليلٍ من المتحمسين، أصبح دينًا لعدة ملايين من الناس.


وقال المسيو (ليون روش)
 وهو الذي أقام في بلاد المسلمين ثلاثين سنة تعلَّم في أثنائها اللغة العربية وفنونَها، وقرأ العلوم الإسلامية، وعاشر المسلمين في الجزائر وتونس والأستانة ومصر والحجاز، وقد ألف كتابًا عنوانه: "ثلاثون عامًا في الإسلام"، قال فيه: "اعتنقتُ دين الإسلام زمنًا طويلاً لأدخل عند الأمير عبدالقادر دسيسة من قبل فرنسا، وقد نَجحت في الحيلة، فوثق بي الأمير وثوقًا تامًّا، واتَّخذني سكرتيرًا، فوجدت هذا الدين الذي يعيبه الكثيرُ أفضلَ دين عرفته، فهو دين إنساني طبعي اقتصادي أدبي، ولم أذكر شيئًا من قوانيننا الوضعية إلاَّ وجدته مشروعًا فيه، بل إنَّني عدت إلى الشريعة التي يسميها (جول سيمون) الشريعة الطبيعية، فوجدتها كأنها أخذت عن الشريعة الإسلامية أخذًا.


قال إدوار مونتيه مدير جامعة جنيف في محاضرة له:
 إنَّ الإسلام دينٌ سريع الانتشار، ينتشر من تلقاء نفسه دون أيِّ تشجيع تقدمه له مراكز منظمة، وذلك لأن كل مسلم مبشر بطبيعته، المسلم شديد الإيمان، وشدة إيمانه تستولي على قلبه وعقله، وهذه مَيْزَة في الإسلام ليست لدين سواه، ولهذا السبب ترى المسلم الملتهب إيمانًا يبشر بدينه أينما ذهب وأنَّى حَلَّ، وينقل عدوى الإيمان الشديد لكل من يتَّصل به من الوثنيِّين، ولعمري، إنَّ للإيمان الإسلامي الشديد أكبر فضل في نشره هذا الانتشار السريع، وفضلاً عن الإيمان، فالإسلام تمشي مع الأحوال الاجتماعية والاقتصادية، وله قدرة عجيبة على التكيف بحسب المحيط وعلى تكييف المحيط حسب ما يقتضيه هذا الدين القوي.

ولا شك أن الإسلام يُعَدُّ من أكبر وسائل تَمرين الناس وترقية أحوالهم الاجتماعية والدينية والخلقية والاقتصادية.


وقال موريس المستشرق الفرنسي:
 إنَّ القرآن هو الكتاب الذي ادخرته العناية الأزلية لبني البشر، فهو ندوة للعلماء ومُعجم لمن يطلب اللغة ودائرة مَعارف لمن يطلب الشرائع والقوانين وجميع الكتب السماوية التي أنزلت قبله لا تساوي أكثر من آية من آياته.


ويقول المؤرخ الإنكليزي المشهور هـ . و . ولز:
 كل دين لا يسير مع المدنية في كل طور من أطوارها فاضرب به عرْض الحائط ولا تبالِ به؛ لأن الدين الذي لا يسير مع المدنية جنبًا إلى جنب لهو شر مستطير على أصحابه يجرهم إلى الهلاك، وإن الديانة الحقَّة التي وجدتها تسير مع المدنية أنَّى سارت هي الديانة الإسلامية، وإذا أراد الإنسان أن يعرف شيئًا من هذا فليقرأ القرآن، وما فيه من نظريات علمية وقوانين وأنظمة لربط المجتمع، فهو كتاب ديني علمي، اجتماعي تهذيبي، خلُقي تاريخي، وكثير من أنظمته وقوانينه تستعمل حتى في وقتنا الحالي، وستبقى مستعمَلة حتى قيام الساعة.

وإذا طلب مِنِّي أحد القرَّاء أن أحدِّد له الإسلام، فإنِّي أحدِّده بالعبارة التالية: هل في استطاعة إنسان أن يأتيني بدور من الأدوار كان فيه الدين الإسلامي مغايرًا للمدنية والتقدُّم؟
  
 كان النبي محمد زراعيًّا وطبيبًا وقانونيًّا وقائدًا، واقرأ ما جاء في أحاديثه تتحقق صدق ما أقول، ويكفي أن قوله المأثور: ((نحن قوم لا نأكل حتى نجوع، وإذا أكلنا لا نشبع))، هو الأساس الذي بني عليه علم الصحة، ولم يستطع الأطباء - على كثرتهم ومهارتهم - أن يأتوا حتى اليوم بنصيحة أثمن من هذه.

ويقول المسيو دي شامبيون مدير مجلة "ريفو بارلنتيرا" الفرنسية:
 لولا انتصار جيش شارل مارتل الهمجي على تقدُّم العرب في فرنسا لما وقعت فرنسا في ظلمات القرون الوسطى، ولما أصيبت بفظائعها، ولا كابدت المذابح الأهلية الناشئة عن التعصُّب الديني والمذهبي، ولولا ذلك الانتصار البربري على العرب لنجت إسبانيا من وصْمة محاكم التفتيش، ولولا ذلك لما تأخَّر سيرُ المدنية ثمانية قرون، نحن مدينون للشعوب العربية بكل محامد حضارتنا في العلم والفن والصناعة مع أننا نزعم السيطرة على تلك الشعوب العريقة في الفضائل، وحسبها أنها كانت مثال الكمال البشري مُدَّة ثمانية قرون، بينما كنَّا يومئذ مثال الهمجية، وإنه لكذب وافتراء ما ندَّعيه من أن الزمان قد اختلف، وأنهم صاروا يمثِّلون اليوم ما كنَّا نمثِّله نحن فيما مضى.


استراتيجية الماء في الحروب في السنة النبوية

استراتيجية الماء في الحروب
وذلك في إقراره صلى الله عليه وسلم لرأي الحباب بن المنذر في غزوة بدر الكبرى

يحرص القادة العسكريون وخبراء الإستراتيجية الحربية على تأمين قواتهم العسكرية والأخذ بزمام المبادأة في تحقيق المزايا الميدانية لهذه القوات , ومما يدخل في هذا الإطار تأمين خطوط الاتصال والإمداد بأنواعها , ويعتبر الماء من أهم المؤن فبدونه تهلك القوات المقاتلة وخاصة في العصور القديمة.

مثال من السنة النبوية
نجد في السنة أن أول صدام عسكري للمسلمين ضد قوى الشرك والوثنية في معركة بدر الكبرى – وجد المسلمون أنفسهم قد فرض عليهم القتال فتوجه الرسول القائد (صلى الله عليه وسلم) إلى أصحابه لأخذ الرأي والمشورة , وجاء الحباب من المنذر إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: "أرأيت هذا المنزل أمنزلا أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدم ولا نتأخر عنه , أم هو الرأي والحرب والمكيدة ؟ قال بل الرأي والحرب والمكيدة قال: يا رسول الله .. فإن هذا ليس بمنزل , أمض بالناس حتى تأتي أدنى ماء من القوم فنعسكر فيه ثم نبني عليه حوضا فنملأه ماء , ثم نقاتل القوم فنشرب ولا يشربون. فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لقد أشرت بالرأي , ثم أمر بإنفاذه , فلم يجئ نصف الليل حتى تحولوا كما رأى الحباب وامتلكوا مواقع الماء. [1]

السبق النبوي في تلك الواقعة

1- اعتبار الماء من مقومات الحياة الأساسية التي لا غنى عنها خاصة وقت الحرب

2- في هذا الهدى النبوي العسكري من ضمان المزية الإستراتيجية وتعويض النقص الشديد الذي كان يعانيه المسلمون في العدد والعتاد في هذه المعركة المصيرية الفاصلة والتي وصفها القرآن بيوم الفرقان "يوم التقى الجمعان".

3- السنة النبوية المطهرة تسبق العلوم العسكرية الحديثة والخطط الإستراتيجية الحربية في وقت الحرب.


وصايا السنة النبوية في الحفاظ على الماء ومظاهر الحياة أثناء الغزو

إذا كانت الصدامات العسكرية بين الجيوش تتيح التمويه والخداع والمبادرة بكسب المواقع الإستراتيجية وإحراز المزايا الميدانية ، فقد حرصت السنة النبوية في نفس الوقت على فرض المبادئ والقيم الإنسانية خلال الغزو الوقائي وأثناء التعامل مع المدنيين وشددت التوجيهات النبوية الكريمة في هذا المجال ودعت إلى عدم المساس بالحياة الإنسانية والنباتية والحيوانية ومصادرها , ولا نعجب إذ وصفت الحروب الإسلامية من قبل كثير من المؤرخين في الشرق والغرب بأنها الحروب الرحيمة ، تعبيرا عن التزام الجيوش الإسلامية وقادتها بهدى القرآن الكريم وسنة الرسول (صلى الله عليه وسلم) وفلسفة الحروب وأهدافها في الإسلام – وهي في الأساس حروب دفاعية ومن ثم ، فليس من غاياتها على الإطلاق القتل أو التخريب أو التنكيل العشوائي.
وقد أفاض علماء المسلمين ومؤرخوهم في بسط هذا الهدى الإسلامي الكريم في باب الجهاد والحرب وأوردوا في ذلك أمثلة ومواقف كثيرة من سنة النبي (صلى الله عليه وسلم) ووصاياه وأيضا ما أثر عن السلف الصالح من توجيهات تتمثل رحمة الإسلام وتعاليم الرسول عليه الصلاة والسلام الذي أرسل رحمة للعالمين "وإذا كان الإسلام أباح الحرب كضرورة من الضرورات , فإنه يجعلها مقدرة بقدرها , فلا يقاتل إلا المقاتلين في المعركة , أما من تجنب الحرب فلا يحل قتله أو التعرض له بحال , وحرم الإسلام كذلك قتل النساء والأطفال والمرضى والشيوخ والرهبان والعباد والأجراء في الأراضي الزراعية وغيرها , وحرم المثلة , بل حرم قتل الحيوان وإفساد الزروع , والمياه وتلويث الآبار وهدم البيوت , وحرم الإجهاز على الجريح , وتتبع الفارين.
وفي ذلك روى سليمان بن بريه عن أبيه: أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان إذا أمرً أميرا على جيش أو سرية ، أوصاه في خاصته بتقوى الله , وبمن معه من المسلمين خيرا , ثم قال: أغزوا باسم الله , في سبيل قاتلوا من كفر بالله ، أغزوا ولا تغدروا ولا تمثلوا , ولا تقتلوا وليدا".
وقال عمران بن حصين كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يحثنا على الصدقة وينهانا عن المثلة وفي وصية أبى بكر (رضي الله عنه) لأسامة حين بعثه إلى الشام: "لا تخونوا ولا تغلوا ولا تمثلوا ولا تقتلوا طفلا صغيرا ولا شيخا كبيرا ولا امرأة ولا تعقروا نخلا ولا تحرقوه ولا تقطعوا شجرا مثمرا ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيرا إلا لمأكلة وسوف تمرون بقوم قد فرغوا أنفسهم في الصوامع (عباد ورهبان) فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له".
وكذلك فعل سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) , فقد جاء في كتاب له: "لا تغلوا ولا تغدروا ولا تقتلوا وليدا واتقوا الله في الفلاحين" وكان من وصاياه لأمراء الجنود: "لا تقتلوا هرما , ولا امرأة , ولا وليدا واتقوا قتلهم إذا التقى الزحفان , وعند شن الغارات." [2]
وتتجلى عظمة الوصايا النبوية في الآتي

1- صيانة موارد ومظاهر الحياة من زروع ومياه وأنعام بكل أنواعها وتأمينها تحت كل الظروف والأحوال ، خاصة في ظروف الحرب حتى لو كانت تقع في أرض العدو.

2- تعظيم الإسلام للحياة وتقديسها لأن صلاح الدين من صلاح الحياة ولأن الدنيا هي مزرعة الآخرة

3- حرص الإسلام البالغ ورحمته السابغة على الأحياء والمدنيين والأبرياء وخاصة النساء والأطفال والشيوخ


هذه المبادئ والقيم من شأنها أن تدعم السلام وترسخ الأمن اللازمين للحياة وتقلل من النزاعات والحروب وتجعلها في أضيق نطاق ممكن وهو الدفاع والحماية عن الأوطان والأعراض والأديان وبالتالي فمبادئ الإسلام وسنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في هذا المجال إنما هي إثراء للحياة وصيانة للموارد وحفاظ على البيئة ومقوماتها



[1] - فقه السيرة
 محمد الغزالى - دار الريان للتراث - الطبعة الأولى - 1407هـ -1987م - القاهرة ص 241
1- فقه السنة - السيد سابق -المجلد الثالث : ص 164

الطب الوقائئ النبوي

الحرص على سلامة المياه من التلوث وتنمية الذوق الجمالي
وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم : "اتقوا الملاعن الثلاث ، البراز في الموارد , وقارعة الطريق والظل"

نص الحديث
روى معاذ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اتقوا الملاعن الثلاث: البراز فى الموارد , وقارعة الطريق , والظل ".[1]

شرح الحديث
هذا الحديث يتضمن النهي عن قضاء الحاجة في الأماكن التي يرتادها الناس ويترددون عليها، كالظل والطريق ومكان وجود الماء ونحو ذلك، كالحدائق العامة والأسواق.
ومعنى "الملاعن" جمع ملعنة، وهي الفعلة التي تكون سببا للعن صاحبها، أي التي تجلب على فاعلها اللعنة من الله والناس

دور الماء الملوث في نقل الأمراض
كثيرة هي الأمراض التي تنتقل بالماء الملوث، ولاسيما تلك التي تسببها بعض الجراثيم أو الطفيليات التي يحتوي عليها براز الإنسان المريض أو بوله، وفي مقدمتها الحمى التيفودية ( التيفود ) وداء البلهارسيا المنشقات) وداء الديدان الشصية (الملقوات أو الانكيلوستوما) وسائر الديدان.

أما الحمى التيفية ( التيفود ) فتكون جراثيمها في أمعاء الإنسان ودمه وبوله. فاتصال بول المصاب بها أو اتصال برازه بالماء، يمكن أن يؤدي إلى نقل جراثيمهاإن كانت فيه. ولقد كان الماء من أهم وسائل نقل هذا المرض وانتشاره في الناس قبل اتخاذ الوسائل الحديثة لتطهيره ومراقبته في البلدان الراقية، ولكنه مازال عامل مهما في نقلها في البلدان النامية.

وأما مرض البلهارسيا ( أو داء المنشقات،، فهو مرض يتصف بالتهاب في المثانة (يتجلى بتبول الدم) أو التهاب قي القولون (يتجلى بالزحار ( الدوسنطاريا،). وتنطرح بيوض الطفيلي مع البول في النوع الأول، ومع البراز في النوع الثاني. حتى إذا ما بلغت الماء، ولاسيما الماء الراكد القليل الحركة، فإنها تنفقس عن يرقة صغيرة، لا تلبث أن تدخل أحد أنواع الحلزون أو في ذوات القواقع، حيث تتخلق فيه خلقاً من بعد خلق، حتى تتحول إلى يرقة ذات ذنب، تدعى الذانبة ( سركاريا). وهذه الذوانب تسبح في الماء، حتى تصادف إنساناً يغتسل في الماء، أو يسبح فيه، أو يغسل فيه ثيابه، أو يشرب منه، أو يخوض في ماء الري، وإذ ذاك تخترق بشرة الجلد، بأن تدس نهايتها الأمامية في الجلد وتستغني عن ذيلها.

وفي غضون أربع وعشرين ساعة، تكون الذوانب قد وصلت إلى الدم، فتجول في الدوران الدموي، ثم ينتهى بها المطاف إلى داخل الكبد، حيث تكبر وتبلغ وتتزاوج، ثم تهاجر إلى جدران المثانة أو الأمعاء لتبيض.

وواضح أن السبب في استمرار هذه الدورة الموذية، هو مواصلة التبول أو التغوط بشكلٍ يصل معه البول أو البراز إلى المياه السطحية، ولا سيما المياه الراكدة، وأن الوقاية تكون بالامتناع عن هذا الفعل الذميم، الذي نهت عنه الشريعة الإسلامية نهيا واضحا صريحا.

وأما الديدان الشصية فهي ديدان تكون في الأمعاء، وتحدث في المصاب بها الماً بطنيا موجعاً. وبعد مدة يظهر فقر الدم الشديد، وتصير الأغشية المخاطية كلها شاحبة جدا، وينتفخ الوجه وتتورم الرجلان وقد يظهر في المريض استسقاء، أي تراكم السوائل في أنسجته وأجوافه (جوف البطن مثلا). وإذا لم يعالج المرض ، فيعم الاستسقاء جميع الأطراف، أو ينحل المريض ويهزل جدا حتى تبدو عظامه، ولكنه على كل حال يبقى منتفخ البطن بالسوائل، حتى يموت.

وبيض هذه الديدان التي تنطرح مع البراز، وتفقس عن يرقاتها إذا وجدت تربة رطبة، كأرض الحقول أو المزارع أو المناجم، فإذا لامسها إنسان نفذت من جلده مباشرة ، وتابعت مسيرتها فيه حتى تبلغ الدم، ثم تصل بالدوران إلى الكبد ثم الرئة ثم الأمعاء. وأكثر من يتعرض لعدواها الزراع وعمال المناجم، ولكنها ا، كذلك تهاجم الأطفال الذين يخوضون فى الوحل الموبوء بها حفاة فيصابون بها. وواضح أن الوقاية منها تقوم على الحيلولة دون وصول شىء من الغائط إلى سطح الأرض ولاسيما في الظل ، إذ يحافظ الظل على الرطوبة اللازمة لحياة اليرقات، ويحفظها من التأثير المطهر الذي تتصف به أشعة الشمس. [2]




الإعجاز العلمي في الحديث أو(الطب الوقائئ النبوي)
من مفاهيم الطب الوقائي في الطب النبوي أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) أمر بالوقاية من هذه الأمراض التي تنتقل عن طريق الماء الملوث قبل أن تعرف البشرية هذا الأمراض الخطير بمئات السنين وتتلخص هذه الوقاية في أمرين اثنين .

1-   منع وصول جراثيم هذه الأمراض وطفيلياتها إلى الماء أو التربة الرطبة وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم (" اتقوا الملاعن الثلاث: البراز في الموارد , وقارعة الطريق , والظل "
2- عدم تعريض الإنسان نفسه إلى عدواها بنزوله في الماء (الانغماس)الذي يحتمل أن يحتوي عليها، وهو على الخصوص الماء الراكد القليل الحركة وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم (لا يبولن أحدكم في الماء الدائم ثم يغتسل فيه)

فهذا هو بالضبط ما ورد في الهدي النبوي من ضوابط  ومن تحريم التبول و التغوط في الموارد، وهي جميع المصادر التي يستقى منها الماء ، مع تخصيص للماء الراكد، الذي رأينا أنه أنسب المياه لنمو الطفيليات . وفيها النهي عن أن يبول الرجل في مستحمه ، أي الماء الذي يستحم فيه . وهذا من جهة لفت نظر للمرء إلى أن هذا الماء الذي يبول فيه الآن قد يستحم فيه فيما بعد ، وهي وسيلة تربوية لجعله يستنكر ذلك ؛ ومن جهة أخرى وقاية للآخرين ، لأن التبول في هذه المياه الراكدة الساكنة التي يستحم الناس فيها عادة (ومنها الترع والمسابح) مدعاة لعدوى الأمراض. وفي هذه الأحاديث أيضاً النهي عن التغوط في الظل.
 وفي هذا بالإضافة للناحية الاجتماعية التي تقبح أمكنة اعتاد الناس أن يستريحوا فيها، إشارة مهمة إلى الناحية الصحية، لأن أماكن الظل لا تتعرض إلى أشعة الشمس القوية بما فيها من خصائص قاتلة للجراثيم. وقد تقدم أن الظل يحافظ على، الرطوبة اللازمة لحياة يرقات الدودة الشخصية . ويقاس على البول والبراز كل ما يتلوث به الماء، ويصيب الإنسان في صحته، كإلقاء فضلات المصانع، والحيوانات النافقة، والقمامة، في الأنهار والترع والمصارف.

 الباحث / محمد احمد سليممعلم بالأزهر الشريف 





[1] ". رواه أبو داود (ص 20) حديث جسن


[2] الإسلام وصحة البيئة
الأستاذ الدكتور/ مجاهد أبو المجد

النهى عن الإسراف والحث على ترشيد استهلاك الماء في السنة النبوية

: النهى عن الإسراف والحث على ترشيد استهلاك الماء
وذلك في فعله صلى الله عليه وسلم { فعن أنس رضي الله عنه قال: كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يغتسل بالصاع إلى خمسة أمداد ويتوضأ بالمد"[1]  [2]

القصد والاعتدال في الأمور كلها من أخص خصائص الأمة الإسلامية ومن أهم مقاصد شريعتها وبالتالي يصبح النهي عن الإفراط والتفريط مبدأ إسلاميا هاما وخاصة فيما يتعلق بأنشطة الحياة اليومية وسلوكيات الاستهلاك في الأطعمة والأشربة لما يترتب عليها من الحفاظ على الموارد من جهة وصيانة البيئة المحيطة من جهة أخرى قال تعالى: "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين".

ولقد تعددت النماذج التربوية في السنة النبوية الشريفة التي تهدف إلى الحفاظ على الموارد البيئية وخاصة الماء والدعوة المتكررة من خلال القدوة والتوجيه النبوي للحفاظ على الماء وترشيد استهلاكه ، فعن أنس رضي الله عنه قال: كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يغتسل بالصاع إلى خمسة أمداد ويتوضأ بالمد". – متفق عليه.

نص الحديث
في «صحيح مسلم» (1: 101) رحمه الله تعالى عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم يتوضأ بالمدّ، ويغتسل بالصاع إلى خمسة أمداد.

وروى الترمذي (1: 39) رحمه الله تعالى عن سفينة رضي الله تعالى عنه أن النبيّ صلّى الله عليه وسلم كان يتوضأ بثلث المد ويغتسل بالصاع، قال أبو عيسى:حديث سفينة حديث حسن صحيح.

شرح الحديث
أورد الإمام أبو داود السجستاني رحمه الله تعالى باباً في ما يجزئ في الوضوء، يعني: المقدار من الماء الذي يكفي للوضوء، وقد أورد أبو داود رحمه الله فيه حديث عائشة رضي الله تعالى عنها: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يغتسل بالصاع ويتوضأ بالمد)، والصاع أربعة أمداد، والمد فسر بأنه ملء اليدين الممدودتين المتوسطتين مرة واحدة، وهو ربع الصاع؛ لأن الصاع يتألف من أربعة أمداد، فكان عليه الصلاة والسلام يتوضأ بالمد وهو ربع الصاع ويغتسل بالصاع.)[3]

والمقصود من ذلك: أن الإنسان عليه أن يتوضأ ويجري الماء على جميع أعضاء الوضوء، وأقل شيء يكفي في ذلك ما يحصل به الإجزاء، والإسباغ هو: أن يجعل ذلك ثلاث مرات، ويجعل الماء يسيل على أعضائه، ويدلك أعضاءه. والإجزاء هو: وصول الماء إلى جميع أعضاء الجسد مرة واحدة، وقد جاء في هذا الحديث أنه كان يتوضأ بالمد، وجاء في بعض الأحاديث التي ستأتي أنه كان يكفيه ثلثي المد، يعني: أقل من مد، هذا فيما يتعلق بالوضوء، وأما الاغتسال فجاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يغتسل بالصاع، ويغتسل بخمسة أمداد، أي: بصاع ومد.

السبق النبوي في مسألة الحفاظ على الماء وعدم الإسراف في استعماله

1- تتحدث السنة النبوية عن الماء في هذا المجال حديثا فائق الرقي والتحضر - يعكس تقديرا وفهما عظيما لدور هذا الكائن الحيوي وعظيم ضرورته لسائر الكائنات والمخلوقات .

2- جعلت السنة النبوية وعلي هدى من القرآن العظيم – الماء الطهور أداة الطهارة الأولى والرئيسية في التشريع الإسلامي , وأعلت من شأن الطهارة وحثت عليها إلى الدرجة التي ترقى إلى معادلة نصف الإيمان , قال صلى الله عليه و سلم: "الطهور شطر الإيمان".فالماء إذن يصبح متداخلا بقوة وبصورة أساسية في مسألة الإيمان وهي في الإسلام مسألة عقيدة.

3- ربطت السنة النبوية بين التعامل مع الماء كقضية قيم سلوكية إنسانية وما تجسده هذه القيم من (إيجاب) أو (سلب) (نافعة أو ضارة) بمردوداتها الإيمانية من ثواب أو عقاب في الدار الآخرة.

4- أكدت السنة النبوية على الحق الإنساني المبدئي في الماء , وصرحت بهذا الحق العام والمشاع وشددت على تحريم احتكاره أو إفساده أو إهداره , ونستطيع أن ندرك ما في هذا الجانب الأخير من أهمية , إذا علمنا أن ثمة العديد من المحاولات والخطط ذات الآليات الفاعلة وخاصة لدى الدول الكبرى للهيمنة على منابع الماء والاتجاه بقوة نحو عولمته.

5- ربما يكون الإنسان في عصوره الحديثة أكثر احتياجا لهذا الهدي النبوي الكريم الذي ينهى عن الإسراف في استخدام الماء والنزوع إلى تعميم سلوكيات التربية الرشيدة وتعميق هذه الناحية التربوية لدى الأجيال نظرا لما تتسم به حياتنا العصرية من إسراف شديد واستهلاك كميات ذات أرقام فلكية من الماء النظيف وإهدارها إهدارا , وتتضح هذه الظاهرة بصورة أكثر في الدول الصناعية والمتقدمة نظرا لاعتماد النشاط الصناعي اعتمادا كبيرا على الماء[4].
وربما يهمنا أن نعلم أيضا أن استهلاك الفرد في الدول المتقدمة من الماء يصل حوالي 260 لترا يوميا , حيث يلزم استخدام 11 لترا لطرد قاذورات المرحاض في كل مرة , كما يلزمه 105 لترا لغسيل الأطباق و 115 لترا لتشغيل غسالة أوتوماتيكية.

الباحث / محمد احمد سليممعلم بالأزهر الشريف



[1] متفق عليه
[2]الصاع : أربعة أمداد , والمد 128 درهما وأربعة أسباع الدرهم ، حوالي 404 سم3.
[3] ( شرح سنن أبي داود [019] ) الشيخ عبدالمحسن العباد
[4] "ذاكرة الماء المهددة بالزوال" - دراسة- محمد العربى بوقرة - أخبار الأدب ص15 العدد 445

ثبات كميات الأمطار على الأرض في كل عام

: ثبات كميات الأمطار على الأرض في كل عام
وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم (ما من عام بأقل مطراً من عام ولكن الله يصرفه)[1]


تخريج الحديث
أخرج الإمام البيهقي ـ يرحمه الله ـ في السنن الكبرى برقم 6275 (الجزء الثالث , ص 363 من طبعة الهند) هذا الحديث الشريف الذي رواه ابن مسعود ـ رضي الله تعالى عنه ـ عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولفظه : " ما من عام بأقل مطرًا من عام "
وهذا الحديث الشريف أخرجه الحاكم في المستدرك برقم 3520 (الجزء الثاني , ص 403 من طبعة الهند) مروياً عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ بلفظ : " ما من عام بأمطر من عام , ولكن الله يَصْرِفُهُ ـ أو يُصَرِّفُه  .
وعلى الرغم من أن النص الأول موقوف على ابن مسعود ، والنص الثاني موقوف على ابن عباس ـ رضي الله عنا وعنهم أجمعين ـ , مما دفع ببعض دارسي الحديث إلى تضعيف الرفع لعدم فهم دلالته العلمية , فإن هذا الحديث الشريف يمثل سبقًا علمياً للمعارف الإنسانية بأكثر من ألف وأربعمائة سنة , كما يمثل نصاً رائعاً من نصوص الإعجاز العلمي في أحاديث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم .

الدلالة العلمية للحديث
1- أثبتت  الدراسات العلمية المستفيضة  حجم و كمية الماء على سطح الأرض بأنها كمية هائلة إذ تقدر بحوالي 1360 مليون كيلو متر مكعب (تقريبا), أغلبها (97.20%) على هيئة ماء مالح في البحار والمحيطات , بينما تتجمع الكمية الباقية (2.80%) على هيئة الماء العذب بأشكاله الثلاثة ـ الصلبة , والسائلة , والغازية ـ ، منها (2.35%) من مجموع ماء الأرض على هيئة تراكمات الجليد فوق المنطقتين القطبيتين من الأرض , وعلى قمم جبالها , والماء الباقي وتقدر كميته بحوالي (0.65%) من مجموع مياه الأرض يختزن أغلبه في الطبقات المسامية من صخور القشرة الأرضية على هيئة ماء تحت سطح الأرض , تليه في الكثرة النسبية مياه البحيرات العذبة , ثم الماء المختزن على هيئة رطوبة في تربة الأرض , ويليه بخار الماء في الغلاف الغازي للأرض ـ رطوبة الغلاف الغازي ـ ، ثم المياه الجارية في الأنهار , وتفرعاتها .

2- الماء يغطي حوالي (71%) من مساحة سطح الأرض المُقدَّرة بحوالي 510 مليون كيلو متراً مربعاً , أي : إن مساحة المسطحات المائية فوق الأرض تقدر بحوالي 361 مليون متراً مربعاً ، بينما تقدر مساحة اليابسة بحوالي 149 مليون كيلو متراً مربعاً . وعلى ذلك فإن معدل البَخْر من أسطح البحار والمحيطات يقدر بحوالي 320.000 كيلو متر مكعب من الماء في كل عام , بينما يُقدَّر معدل البخر من اليابسة بحوالي 60.000 كيلو متر مكعب , وبجمع هذين الرقمين يتضح أن دورة الماء بين الأرض وغلافها الغازي تبلغ 380.000 كيلو متر مكعب في السنة , وأغلب هذه الكمية يتبخر من المناطق الاستوائية، حيث يصل متوسط درجة الحرارة السنوي إلى 25 درجة مئوية . وعندما يتبخر الماء من أسطح كل من البحار والمحيطات واليابسة الأرضية، فإنه يرتفع بفعل قلة كثافته , وبدفع التيارات الهوائية له إلى النطاق الأسفل من الغلاف الغازي للأرض (نطاق التغيرات المناخية) ، وهو يتميز بالتبرد مع الارتفاع حتى تصل درجة حرارته إلى ناقص 80 درجة مئوية فوق خط الاستواء , وفي هذا النطاق البارد يتكثف بخار الماء الصاعد من الأرض ويعود إليها بإذن الله ـ تعالى ـ , مطرًا أو ثلجًا , أو بردًا , أو طلاً ـ على هيئة الشبورة أو الندى .

3- الماء في عودته إلى الأرض يصرفه الله ـ تعالى ـ بحكمة بالغة، حيث ينزل على اليابسة قدراً أعلى مما يتبخر من أسطحها ـ 96.000 كيلو مترًا مكعبًا مقابل 60.000 كيلو مترًا مكعبًا مجموع المتبخر منها ـ ، بينما ينزل على البحار والمحيطات قدرًا أقل عما يتبخر من أسطحاه 284.000 كيلو متراً مكعباً في مقابل 320.000 كيلو متراً مكعباً يتبخر منها , والفارق بين هذين الرقمين هو نفس الفارق بين كميتي المطر والبخر على اليابسة , ويقدر بـ 36.000 كيلو متراً مكعباً من الماء يفيض من اليابسة إلى البحار والمحيطات في كل عام .

4- لما كان مجموع ما يتبخر من ماء الأرض إلى غلافها الغازي ثابتًا في كل عام ، ومجموع ما يحمل هذا الغلاف الغازي من بخار الماء ثابت كذلك على مدار السنة ، فإن مجموع ما ينزل من مطر إلى الأرض يبقى ثابتاً في كل سنة , وإن تباينت كميات سقوطه من مكان إلى آخر حسب مشيئة الله . ويبلغ متوسط سقوط المطر على سطح الأرض اليوم 85.7 سنتيمترًا مكعبًا في السنة , وتتراوح كمياته بين الصفر في المناطق الصحراوية الجافة والقاحلة و 11.45 مترًا مكعبًا في السنة في جزرهاواي

أوجه الإعجاز في الحديث الشريف
هذه الملاحظات الدقيقة التي لم يستطع الإنسان الوصول إليها إلا في أواخر القرن العشرين سبقتها بأربعة عشر قرنًا أو يزيد أحاديث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ التي قال فيها : " ما من عام بأقل مطرًا من عام " .
وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " ما من عام بأمطر من عام , ولكن الله يَصْرِفُهُ ـ أو يُصَرِّفه ـ " .
وهذه الحقيقة العلمية التي نطق بها خاتم الأنبياء والمرسلين لا يمكن أن يكون لها مصدر إلا وحي السماء , فصلى الله وسلم وبارك على هذا النبي الخاتم.







[1]  رواه البيهقي

الميـاه الراكدة ودورة البلهارسيا

: الميـاه الراكدة ودورة البلهارسيا
وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم (لا يبولن أحدكم في الماء الدائم الذي لا يجري ثم يغتسل فيه)[1].

نص الحديث
ورد في صحيح البخاري باب البول في الماء الدائم (236) حدثنا أبو اليمان قال أخبرنا شعيب قال أخبرنا أبو الزناد أن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج حدثه أنه سمع أبا هريرة  أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( لا يبولن أحدكم في الماء الدائم الذي لا يجري ثم يغتسل فيه)[2]
وفي صحيح مسلم باب الماء الدائم (57) عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا يبولن أحدكم في الماء الدائم ثم يتوضأ منه) فقالوا يا أبا هريرة كيف يفعل قال يتناوله تناولاً "[3]
كما أخرج حديث أبو هريرة ابن ماجة والترمذي والنسائي وأبو داود والدارقطني واحمد في مسنده.

شرح الحديث
جاء في شرح بلوغ المرام قال رحمه الله: [ وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا يغتسل أحدكم في الماء الدائم وهو جنب ) أخرجه مسلم .
و للبخاري : ( لا يبولن أحدكم في الماء الدائم الذي لا يجري ثم يغتسل فيه ) ، ولـ مسلم : ( منه ) ، ولـ أبي داود : ( ولا يغتسل فيه من الجنابة ) ].
هذه أخبار تنقسم إلى قسمين: قسم يتعلق بالماء الدائم.
وقسم يتعلق بالاغتسال من الجنابة في الماء الدائم.
والنهي عن الاغتسال في الماء الدائم جاء بالإطلاق، وجاء بقيد الجنابة، والنهي عن الاغتسال في الماء الدائم يصدق على البركة وعلى الغدير، وكل ماء كثير على حد الأئمة الثلاثة الذين اعتبروا القلة والكثرة، ولماذا لا يغتسل فيه؟ قال بعض العلماء: نهي الجنب عن الاغتسال في الماء الدائم لا لذات الجنابة، وقال بعضهم: بل لذات الجنابة؛ لأن الماء إذا رفعت به الجنابة تنجس، وهذا قول عند الأحناف كما في فتح القدير، وهو أن الماء الذي يرتفع به حدث أصغر أو أكبر لا يجوز استعماله، وهو نجس، ويقولون: إن الحدث وقع في الماء بعد أن أزال الحدث ورفعه، فلو توضأت في طست، وتجمع ماء الوضوء في نفس الطست، فهذا الماء عندهم متنجس؛ لأنه نقل الحدث من الأعضاء إلى الماء.



وكذلك قوله: ( لا يبولن أحدكم في الماء الدائم ثم يغتسل فيه ).
فالماء الدائم منهي أن تبول فيه أو تغتسل فيه من الجنابة، وقوله: ( لا يغتسل أحدكم في الماء الدائم وهو جنب ) نهي عام يشمل كل ذي جنابة أن يغتسل منه، ولكن هنا قال: ( لا يبولن أحدكم في الماء الدائم الذي لا يجري ثم يغتسل منه أو يغتسل فيه )، فهذا نهي موجه للإنسان أن يجمع بين الأمرين: البول والاغتسال، فلو لم يرد أن يغتسل فهل يجوز له أن يبول؟ لا يجوز، فلو أن اثنين أحدهما بال في الماء، فيقال له: لا تغتسل؛ بسبب بولك فيه، والشخص الثاني الذي لم يبل له أن يغتسل ويتوضأ؛ لأنه لم يفعل سبب النهي، ويتعجب بعض العلماء من المغايرة بين الشخصين، ويقولون: إن كان النهي عن البول في الماء لنجاسة أو لاستقذار، فكما يجري هذا على الذي بال فينبغي أن يجري على الذي لم يبل، وقالوا: إن النهي للكراهة لا للتحريم، ليبقى الماء طاهراً مدة أطول، حتى لا يطول الزمان ويكثر البول فيفسد الماء.
وهناك من يقول: النهي عن ذلك من ناحية طبية؛ لأن الماء الذي لا يجري، وهو ما يسمى المستنقعات، تنشأ فيها بعض الأشياء، فتحمل بعض الجراثيم التي تنتقل عند البول فيه أو عن طريق الأظفار في القدمين فتصيبه بالمرض، ويذكرون أن البلهارسيا والكلستوما وغيرهما تكثر في مستنقعات المياه، وكانت توجد في المنطقة الشرقية أكثر من غيرها قبل أن تنظم فيها قنوات الري)[4].

ما يستدل عليه من الحديث
استدل الفقهاء من هذه الأحاديث النبوية، على حرمة البول في الماء الراكد الذي لا يجري، وكراهية ذلك في الماء الجاري إن كان كثيرًا، وتصل هذه الكراهية للحرمة إن كان الماء الجاري قليلاً لمظنة تغيره بذلك.
كما أجمعوا على أن حرمة التغوط في الماء أشد من حرمة التبول فيه.
أما عن استعمال الماء الراكد للضرورة في الوضوء أو الاغتسال، فلم يحرم ذلك، وإنما حرم الانغماس فيه.

الماء الدائم أو الراكد
الماء الدائم هو الماء الراكد الذي لا ينقطع عن المكان في غالب الوقت، أو المستديم الذي لا يجف أبدًا مع ركوده.

الماء الجاري
الماء الجاري الذي لا يسكن لتجدد المدد له، وإن استدام على هذه الحال.



من أوجه الإعجاز العلمي في الحديث الشريف
(الماء الراكد ودورة حياة البلهارسيا)

الذي نراه اليوم ومنذ القدم في أحوال الناس مع الماء الراكد ، أنه مصدر لمرض البلهارسيا ، والتي عرفت قديماً بالبيلة الدموية . وحتى بعد أن أكتشفت دورة حياة البلهارسيا ، وعرفت طرق المقاومة والعلاج ، ومع الإعلام ، وانتشار التمدن وبناء السدود وتقدم نظم الري ، فإننا نرى اليوم أن هذا المرض الذي كان ظاهرة لا يعرف لها سبب ، أصبح وباء يحصد ملايين البشر .
فإن المصابين بداء البلهارسيا اليوم في العالم  غالبيتهم من المصابين ببلهارسيا الأمعاء الأكثر خطورة ، والتي يصحبها الإصابة بفيروس الكبد) [5]

البلهارسيا
البلهارسيا، (باللاتينية: Schistosoma) جنس من الطفيليات من صف المثقوبات شعبة الديدان المسطحة، مسبب داء البلهارسيات.
تنتشر هذه الطفيليات بصورة رئيسية في أفريقيا حيث يبلغ عدد الإصابات المرضية حوالي 100 مليون إصابة كما تنتشر في بعض الدول مثل مصر وسوريا تركيا وإيران.

الصفات الشكلية
الجسم اسطواني متوسط طول الذكر 100–150 ميكرومتر بينما الأنثى 120–200 ميكرومتر. جسم الذكر مسطح له حواف ملتفة للوسط مكونة القناة التناسلية أو قناة الاحتضان تغطى الأشواك الصفيرة لحافة جسم الذكر الظهرية كما يحتوى الجسم على ممصين (فمي وبطني)من اجل تثبيت الدودة بجدران الأوعية الدموية من الداخل يتميز بيض هذه العائلة بأنه به أشواك في نهايته أو جانبي البيضة ويوجد داخل الأوعية الدموية الصغيرة ويخرج مع البول أو البراز.

دورة حياة البلهارسيا
تتكون دورة حياتها من مرحلتين، مرحلة في العائل الأساسي (الإنسان) ومرحلة في العائل الوسيط (القوقع).
- تبدأ المرحلة الأولى في دورة الحياة عادة بالتزاوج، حيث تعيش الديدان الصغيرة في الأوردة الكبدية لفترة تقدر بـ 5 - 8 أسابيع حتى تنضج الذكور جنسيا. يحمل الذكر أنثاه في قناة الاحتضان التي من دورها تهيئة الأنثى لنضج أعضائها التناسلية وتضمن حدوث التزاوج وكذلك تقوم بوضع البيض وهي مستقرة بداخله. تقوم الأنثى بوضع البويضات في الأوعية الدموية حتى تمتلئ واحدا تلو الآخر. تحتوي البويضات على شوكة أمامية في حالة بلهارسيا المجاري البولية وجانبية في حالة بلهارسيا المستقيم، تساعد هذه الشوكة على اختراق جدران الأوعية الدموية عند انقباضها, وتعمل القشرة على إفراز بعض المواد التي لها القدرة على إذابة الأنسجة فتساعد البويضة على اختراق جدار المثانة أو المستقيم لتصل إلى تجويفهما ومنهما إلى خارج جسم الإنسان.

- بعد أن تنتقل البويضات إلى الماء العذب, تأتي المرحلة الثانية من دورة الحياة وهي أن تمتص البويضات الماء بخاصية الانتشار الغشائي وتنفجر قشرتها ثم يخرج من البويضات يرقات كاملة التكوين تسمى الميراسيديوم، يبحث الميراسيدوم عن العائل الوسيط (القوقع) المناسب له في غضون 30 ساعة وان لم يجده فانه يهلك.
يخترق الميراسيديوم الأنسجة الداخلية للقوقع المناسب له حيث يتحول إلى كيس جرثومي يسمى الـاسبروسيست ,لتبدأ خلاياه بالانقسام لا جنسيا حيث ينشأ جيل ثاني من الاسبروسيست ليترك الكيس الجرثومي بعد تحولها إلى يرقات تسمى السركاريا (الطور المعدي) الذي بدوره يخترق طبقة الجلد للإنسان.

طريقة العدوى
تتم العدوى بمرض البلهارسيا عند نزول الإنسان إلى مياه الترع والمصارف (للري أو للاغتسال) الملوثة بالسركاريا، حيث تنجذب إليه عن طريق الحرارة التي تشع من جسم الإنسان, ثم تخترق طبقة الجلد تاركة ذيلها خارج الجسم، ثم تنتقل مع تيار الدم حتى تصل إلى الأوردة الكبدية. كذلك لا تتم العدوى عن طريق شرب الماء الملوث بالسركاريا، حيث أنها ما وصلت إلى المعدة فإنها تموت بفعل العصارات الهاضمة إلا في حالة تمكن السركاريا من اختراق الأغشية المبطنة للفم والوصول إلى تيار الدم حينها تحدث الإصابة.

طرق الوقاية والمكافحة
1- الابتعاد عن المياه الراكدة والمستنقعات وعدم ملامسة الجلد.

2-علاج الأفراد المصابين، والذي يهدف إلى الإقلال من فرص إصابة القواقع بالطفيل وانتشار العدوى.

3- مكافحة القواقع والأعشاب المائية التي تساعد على توالدها، والبؤر التي تساعد على استمرار وجودها.

4- منع تلوث المياه ببيض الطفيل وذلك بتوفير الصرف الصحي ونشر الوعي بين الناس



الإعجاز النبوي في التحذير من الانغماس في الماء الراكد وطريقة تناوله

إذا نظــرنا لطريقـــة العـــدوى، والتي تحدث عن طريق المذنبات في الماء الراكد، فإن هذه المذنبــات تنطلق من القواقع المصابة ، وتسبح في المياه مثل الميراسيديوم للبحث عن العائل وتتخذ نفس طريقة حركة الميراســـيديوم في الميــاه وتتجه للظل وراء الأعشاب وتلتصق بأسطحها، أو تنجذب بالأحرى إلى العائل، منجذبة له بالحرارة والمواد الكيميائية المنبعثة من الجلد
وهكذا نرى أنه في انغماس الإنسان في الماء تنجذب إليه هذه المذنبات من محيط الماء، كما انه يفقد طبقة الدهن على الجلد التي تمثل وقاية ووسطا يقتل المذنبات، وتتشرب طبقة الكيراتين بالماء، فيسهل على هذه المذنبات بعد الانغماس اختراق الجلد وإحداث الإصابة فيه، ولكن في تناول الماء للاستخدام دونا عن الانغماس فيه فإن الماء المتناول يكون بعيداً عن تجمع المذنبات فلا يحوي منها إلا القليل مهما كانت الإصابة عالية في الماء وبعد انجذاب المذنبات لجدران الإناء، فإن ما يقع منها على الجلد، يجده في تمام الوقاية، ثم ينساب الماء عليه ولا يلتصق به.
وهنا يتجلى الإعجاز في قول ابوهريرة (فقالوا يا أبا هريرة كيف يفعل قال يتناوله تناولاً ")
ومما تجدر الإشارة له، أن الدراسات تجري الآن على الوقاية الجلدية من الإصابة بالبلهارسيا فيعتبر الجلد سطحا غير محب أو طارداً للماء  بفضل طبقة الكيراتين، والمادة الدهنية Sebum التي تفرزها الغدد الدهنية على كافة أنحاء الجلد، والتي تكون مع الإفراز العرقي الحامضي، طبقة واقية تعرف بالطبقة الحامضية Acid Mantle. ومع إزالة الطبقة الدهنية بالانغماس في الماء لفترات طويلة أو استخدام الصابون أو المنظفات تفقد هذه الطبقة

تعاليم السنة النبوية في الوقاية من الإصابة بهذا الداء (البلهارسيا)

1- إن التشريع الإسلامي يعنى بكيفية استخدام هذا الماء، وليس بتمام تجنبه والابتعاد عنه.

2- في تلويث الماء بالبويضات من البول أو البراز ذلك في الإسلام من المحرمات أو الملاعن فقد روى الإمام مسلم وأبو داود، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اتقوا الملاعن الثلاث: البراز في الموارد، وقارعة الطريق، والظل)[6]

3- من دلالات الإعجاز في الحديث النبوي، تخصيص الماء الدائم بتحريم تلويثه والحذر منه، ثم إلحاق المحافظة على عموم الماء في حرمة تلويثه سواء الراكد أو الذي يجري قياسا على ذلك.
فإن الماء الجاري لا يناسب حياة القواقع ولا أطوار الطفيل الضعيفة، وكذلك فإن القواقع التي تقوم عليها حياة الطفيليات تنقطع عن الماء الراكد الذي يجف أو ينقطع في بعض مواسم العام.

4- يشترط الإسلام في استخدام الماء أن يكون على ظاهر الطهارة، و يتيقن من عدم وجود البول أو البراز فيه، ومن ثم يستخدم مناولة وعلى حذر، في غير مبـاشرة لمجرى الماء، ومن غير انغماس فيه.
وبالنسبة للشرب، فإن أمراضًا أخرى تنتقل عبر الماء العذب العموم، وهي مجموعات من الأمراض الفيروسية (مثل التهاب الكبد الوبائي)، أو البكتيرية (مثل التيفود)، أو الطفيلية (مثل الدسونتاريا الأميبية).
وقد تنتقل هذه الأمراض بشرب الماء الملوث، وإن كان على ظاهر الطهارة، ولكنها لا تنتقل عن طريق الجلد.


وبعد فان هذه تعليمات وإرشادات إسلامية صادرة من نبي الهدى، الذي لا ينطق عن الهوى وإنما نطق عن وحي يوحي منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة، وإنه من تمام إيمان المسلم الأخذ بما آتاه الرسول، والانتهاء عما نهى عنه، موقنا أنه الحق الذي يحمل خيري الدنيا والآخرة، مادام أن هذا الأمر ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، بطريق صحيح.

وهكذا لا أجد لي وللمسلمين اليوم إلا قول الله تعالى: ( لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ[7])

أما غير المسلمين، فليعلموا أن هذا هو دين الله للناس كافة، من تبعه في الدنيا نال خيرها، لقوله تعالى: (وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا)[8]
ومن اتبعه للآخرة ناله خيري الدنيا والآخرة، لقوله تعالى: (مَن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَآءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا * وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا * كُلاٌّ نُّمِدُّ هَؤُلآءِ وَهَؤُلآءِ مِنْ عَطَآءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَآءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا)[9] .

 الباحث / محمد احمد سليممعلم بالأزهر الشريف



[1] صحيح البخاري- باب البول 236
[2] صحيح البخاري- باب البول 236
3 صحيح مسلم باب الماء الدائم (57)



[4]  شرح بلوغ المرام المؤلف : عطية بن محمد سالم 3/3 http://www.islamweb.net
[5] - من أبحاث المؤتمر العالمي الثامن للإعجاز العلمي في القرآن والسنة بدولة الكويت 1427هـ - 2006م
د. مجدي إبراهيم السيد
[6] رواه أبو داود
[7] التوبة 128
[8] النساء 66
[9] الاسراء 18-20

الكتب الدراسية للمرحلتين الإعدادية والثانوية الأزهرية

  Toggle navigation 24 سبتمبر, 2017 بوابة الأزهر تنشر الكتب الدراسية للمرحلتين الإعدادية والثانوية الأزهرية    طباعة في إطار خطة بو...