الأحد، 18 ديسمبر 2016

اهتمام المسلمين بالإعجاز العلمي

اهتمام المسلمين بالإعجاز العلمي
وقد تنبه المسلمون لأهمية الإعجاز في القرآن الكريم في وقت مبكر وأعطوه عنايتهم وكانت بدايات تلك الاهتمامات منصبة على الإعجاز البياني ([1])لأنه الأظهر في إقامة الحجة زمن النبي صلى الله عليه وسلم لما كان العرب يتمتعون به من فصاحة وبيان، ولذا كان القرآن الكريم في إقامته للحجة عليهم بمثابة الآيات الحسية التي أعجز بها الأنبياء أقوامهم، يقول تعالى :(أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون)([2])
ويقول صلى الله عليه وسلم مبينا هذا المعنى ( ما من الأنبياء أعطي من الآيات ما مثله امن عليه البشر وإنما كان الذي اوتيته وحيا أوحاه الله إلي..)([3])
غير أن هذا الاهتمام لم يكن في زمن الصحابة والتابعين رضي الله عنهم وإنما جاء بعد ذلك لأسباب منها ([4]):
١. لمشاهدتهم أو قربهم من عجز الخصوم عن المعارضة وإذعانهم لتصديق القرآن الكريم، ثم انتهاء المعارضين بإسلام أهل الجزيرة العربية .
٢. لانشغالهم – رضي الله عنهم – بالدعوة والجهاد .
٣. لبعدهم عن القضايا الجدلية الشائكة التي لا ينبني عليها
عمل.
ولما وقعت الفتوحات الإسلامية ودخلت أمم جديدة في الإسلام كالفرس والرومان .. وكانت لها حضاراتها التي نقلوا بعضها إلى الثقافة الإسلامية ثم توسع في ذلك حتى ترجمت كتبهم إلى العربية ودخلت مصطلحاتهم إلى تراثنا الإسلامي، فتصدى لهذا الوافد الجديد بعض العلماء بالرفض وعدم القبول بادئ الأمر إلا أن قوة هذا الاتجاه ودعم السلطة له وظهور علماء مؤمنين به مكن له حتى أصبح فيما بعد اتجاها عاماً ، يقول الشيخ "الأمين الشنقيطي" رحمه الله في هذا الصدد: في أيام المأمون كانت جميع المؤلفات توجد فيها عبارات وإصطلاحات منطقية لا يفهمها إلا من له إلمام به ولا يفهم الرد على المنطقيين فيما جاءوا به من الباطل إلا من له إلمام بفن المنطق .. ثم قال : ولا شك أن المنطق لو لم يترجم إلى العربية ولم يتعلمه المسلمون لكان دينهم وعقيدتهم في غنى عنه،كما استغنى عنه سلفهم الصالح ولكنه لما ترجم وتعلم .. كان ينبغي لعلماء المسلمين أن يتعلموه وينظروا فيه ليردوا حجج المبطلين بجنس ما استدلوا به فلذلك قبل العلماء هذه المصطلحات واستعملوها بعد أن نقحوها مما يخالف المعتقدات الشرعية .
أما المصطلحات التي لم تكن معروفة قبل سواء منها ما يتعلق بالعقائد والأصول أو التفسير أو النحو أو البلاغة فهي أخف من ذلك، بل عدت سمة بارزة من سمات التجديد والإبداع الثقافي في حضارتنا الإسلامية الواقعية وذلك لعدم مخالفتها أصول الشرع ومقاصده ولغته العربية، ومن تلك المصطلحات الكثيرة مصطلح ( المعجزة والإعجاز )([5])



[1] إعجاز القرآن للرافعي ص 105-106
[2] العنكبوت 51
[3] رواه البخاري
[4] الإعجاز العلمي في القران والسنة تاريخه وضوابطه . د/ عبدالله المصلح  ص13،دار جياد للنشر والتوزيع ط3 2011
[5] المصدر السابق 14

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الكتب الدراسية للمرحلتين الإعدادية والثانوية الأزهرية

  Toggle navigation 24 سبتمبر, 2017 بوابة الأزهر تنشر الكتب الدراسية للمرحلتين الإعدادية والثانوية الأزهرية    طباعة في إطار خطة بو...