الأحد، 18 ديسمبر 2016

الماء في السنة النبوية الشريفة

الماء في السنة النبوية الشريفة

التعامل مع الماء في السنة النبوية:
إن أكثر أحاديث الرسول (صلى الله عليه وسلم) المبسوطة في كتب الصحاح والمصنفات الفقهية تتناول الماء من زاوية أكثر أهمية وواقعية ، إذ تتصل بالسلوك الإنساني وهي زاوية آداب التعامل والاستعمال , وتتحدث السنة النبوية عن الماء في هذا المجال حديثا فائق الرقي والتحضر - يعكس تقديرا وفهما عظيما لدور هذا الكائن الحيوي وعظيم ضرورته لسائر الكائنات والمخلوقات , ويأتي هذا التعامل مع الماء من جوانب ثلاثة :

أولا: جعلت السنة النبوية وعلي هدى من القرآن العظيم – الماء الطهور أداة الطهارة الأولى والرئيسية في التشريع الإسلامي , وأعلت من شأن الطهارة وحثت عليها إلى الدرجة التي ترقى إلى معادلة نصف الإيمان , قال صلى الله عليه و سلم: "الطهور شطر الإيمان".
فالماء إذن يصبح متداخلا بقوة وبصورة أساسية في مسألة الإيمان وهي في الإسلام مسألة عقيدة.

ثانيا: ربطت السنة النبوية بين التعامل مع الماء كقضية قيم سلوكية إنسانية وما تجسده هذه القيم من (إيجاب) أو (سلب) (نافعة أو ضارة) بمردوداتها الإيمانية من ثواب أو عقاب في الدار الآخرة.

ثالثا: أكدت السنة النبوية على الحق الإنساني المبدئي في الماء , وصرحت بهذا الحق العام والمشاع وشددت على تحريم احتكاره أو إفساده أو إهداره , ونستطيع أن ندرك ما في هذا الجانب الأخير من أهمية , إذا علمنا أن ثمة العديد من المحاولات والخطط ذات الآليات الفاعلة وخاصة لدى الدول الكبرى للهيمنة على منابع الماء والاتجاه بقوة نحو عولمته [1].




[1] راجع في هذه القضية أخبار الأدب – دار أخبار اليوم - العدد 445- " ذاكرة الماء المهددة بالزوال " دراسة الباحث التونسى محمد العربى بوقرة – القاهرة - 20 يناير 2000م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الكتب الدراسية للمرحلتين الإعدادية والثانوية الأزهرية

  Toggle navigation 24 سبتمبر, 2017 بوابة الأزهر تنشر الكتب الدراسية للمرحلتين الإعدادية والثانوية الأزهرية    طباعة في إطار خطة بو...