الأحد، 18 ديسمبر 2016

أكتوبر إرادة نصر (قصة قصيرة)

أكتوبر ... إرادة نصر
 السمان عبدالجابر الديب

مع دقات الساعة الواحدة من صباح يوم السابع من أكتوبر عام 73 وبينما نستعد للمشاركة في ملحمة العبور العظيم ... وعلى عجلٍ وتحت   ستار الليل الذي تضيئة القذائف التي تنهمر كالمطر.. يتقدم نحوي العريف عبدالستار ويهمس في أذني قائلاً النقيب عمرو قائد السرية يستدعيك على الفور في غرفته.

تقدمت بخطوات مسرعة تملؤها الثقة بان شيئاً مهما سوف يوكل اليَّ في صباح اليوم التالي من المعركة التي انتظرتها سبع سنوات منذ تجنيدي في ربيع عام 1966 .

في تلك اللحظات استغرقت بي الافكار ولم أشعر إلا وأنا بين يدي قائد السرية النقيب عمرو الحسيني الذي كان منهمكاً في إعداد بعض المهمات التي تأتيه من قيادته الأعلى وقد أديت التحية العسكرية تجاهه.


وعلى الفور اخرج قائد السرية بعض الخرائط التي قام بفتحها على مكتبه وقد رنا ببصره نحوي قائلاً: تقدم أيها العريف سمان فلطالما عرفتك شجاعاً لا يعرف اليأس إليك سبيلاً قلت ملبياً: تمام يا فندم وفي انتظار تعليماتك يا سيادة النقيب.


ارتسمت ابتسامة على وجه النقيب عمرو قائلاً:ذلك عهدي بك ... غداً بمشيئة الله تعالى ومع بزوغ أول ضوء سوف تعبر سريتنا من موقعها بالكيلو 4.5 جنوب بورسعيد باتجاه الضفة الشرقية لقناة السويس جنوب مدينة بور فؤاد مستخدمين القوارب المطاطية.


وقد أوكلت الينا مهمة مهاجمة مقر قيادة العدو جنوب رأس العش ذلك الموقع الحصين ، الذي نجا من ضربات نسور الجو من الطيارين المصريين مع بداية عمليات أكتوبر ، ذلك المبنى المكون من طابقين  والذي يوجد أسفله وحوله دشم حصينة للعدو يتحصن بها .




أحسست بسعادة غامرة تجتاحني فالطالما انتظرنا جميعا يوم الثأر وتحرير الأرض وقلت : تمام يا فند النصر حليفنا بمشيئة الله تعالى


خرجت من عند القائد وتوجهت نحو مخلتي لتجهيزها وبت تلك الليلة ادعوا ربي أن يكون النصر حليفنا وأن نعود لأهلنا سالمين بعد تحرير الأرض .


ومع بزوغ أول ضوء كانت السرية بكاملها قد اتمت استعدادتها للعبور نحو الجانب الآخر متجهزةً بعدتها وعتادها ومتسلحةً بعزتها وبإيمانها بالله تعالى .


قبل العبور بدقائق أشار عليّ النقيب عمرو بالنزول الى الماء على شاطئ القناة الذي نقف عليه لقص الأسلاك الشائكة التي كنا نرميها على حافة الشاطئ لتحمينا من تسلل الأعداء ليلاً ، وعلى الفور خلعت ملابسي ونزلت للماء وفي فمي مقصاً حديدياً لقص السلك الشائك وقام زملائي من الجنود بسحب السلك الشائك حتى لا تعيق حركة القوارب المطاطية التي نعبر بها إلى الضفة الشرقية لقناة السويس .

 

وعلى الفور انطلقنا نحو شرق القناة ، وكنت قائدا للمجموعة التي أوكل اليها مهاجمة مبنى غرفة عمليات العدو في تلك المنطقة ، وحينما وطئت أقدامنا أرض سيناء كبرنا جميعا الله اكبر وقمنا برفع العلم المصري على أقرب تبة قابلتنا .


تحركنا جميعا مترجلين نحو هدفنا المنشود حاملين معنا أسلحتنا الرشاشة وقاذفات اللهب وقاذفات الار بي جي أخذنا مواقعنا حول المبنى فقام الأعداء بإطلاق النار لما أحسوا بوجودنا بادلناهم إطلاق النار فأصيب احد أفراد المجموعة من الجنود  وقمنا باخلاءه من الموقع ، وقد بادرنا العدو بقذائف الار بي جي على مكان اطلاق النيران فأحدثت ثقوبا بالمبنى ، ولكن كانوا يحتمون بخنادقهم أسفل المبنى وحوله .


ظللنا هكذا طيلة ثماني ايام نعاود الهجوم بين الفينة والاخرى دون كلل او ملل حتى اضطر الاسرائييلين الانسحاب منه تحت وقع نيراننا

 

وقد قمنا باقتحام الموقع اثناء انسحابهم وتم أسر احد جنود العدو  تبين فيما بعد أنه طبيب الموقع ، وقد قمنا بتسليمه لقيادة العمليات.

وقد استشهد أربعة جنود من رجالنا البواسل خلال تلك المعركة هذا ولله الحمد والمنة.



تنويه  

هذه القصة حقيقية وبطل القصة هو / السمان عبدالجابر محمد الديب

مواليد محافظة سوهاج / مركز اخميم / قرية جزيرة محروس

ك 534 – لواء 135 – فرقة 18 مشاة – السرية الثانية

الجيش الثاني الميداني

قائد العملية النقيب عمرو الحسيني قائد السرية




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الكتب الدراسية للمرحلتين الإعدادية والثانوية الأزهرية

  Toggle navigation 24 سبتمبر, 2017 بوابة الأزهر تنشر الكتب الدراسية للمرحلتين الإعدادية والثانوية الأزهرية    طباعة في إطار خطة بو...